بعد دقيقة واحدة من رؤية الشخص المناسب لنا تحدث بعض التغييرات الكيميائية في الجسم نشعر بعدها أن عاطفة خاصة جدا ستولد بعد قليل يرتفع ضغط الدم تنقبض المعدة وتتسع حدقة العين فتصبح الصورة غير واضحة.بعد بضعة أيام تزداد طاقة الشخص المحب ويصبح أكثر إيجابية ويري المشكلات اليومية أقل حجما وقد تحدث تغييرات في بعض ملامح الشخصية فيجد نفسه أطول صبرا وتزداد سعة صدره للآخرين ويقبل علي المساعدة والمشاركة وفي هذه المرحلة يشعر الشخص المحب يريد أن يمضي وقتا أطول مع الحبيب ولا يعاني أبدا من الملل أثناء وجوده كما أنه لا يري عيوبه وإنما ينصب تركيزه علي مميزاته ويتخيل انه لا مثيل له، ويكون كل همه أن يرضي من يحب حتى يحتفظ به إلي الأبد، وفي مرحلة الحب الأولي التي تستمر عدة أشهر يكون المحب شارد الذهن يفكر معظم الوقت في الطرف الأخر ويسترجع كل لحظة جمعته به.
وهذه الإنفعالات الشديدة المصاحبة للحب في مرحلته الأولي تحدث نتيجة إفراز الجسم، بعد تلقي أشارات من المخ، لبعض الهرمونات المسئولة عن الإحساس بالسعادة والمهدئة للأعصاب فيكون مفعولها مثل الأدوية المهدئة والمضادة للإكتئاب.
هذه الأعراض الإنفعالية تحدث نتيجة الكثير من التغييرات الكيميائية بالجسم فهي لا يمكن أن تستمر إلي الأبد، وإنما تختفي تدريجيا مع حالة الإستقرار العاطفي والثقة في آن الطرف الآخر يبادلنا نفس المشاعر، ويكون هذا تقريبا بعد سنة من بداية تجربة الحب.
ويعتبر علماء النفس أن هذه المرحلة الثانية من الحب مشوبة بالخطر فكل طرف يري الآخر بشكل أكثر واقعية ويعترف بعيوبه بل ويبدأ المعاناة منها، فإذا لم يكن هناك تفاهم بين الطرفين تقع الخلافات التي يتوقف حجمها.
علي حجم التوافق بينهما، لذلك فكثيرا ما نري فشل زوجين بعد فترة قصيرة من الزواج علي الرغم من أنهما إرتبطا بعد قصة حب كبيرة.
فالتفاهم والتوافق ضروري بين الطرفين فيأخذ كل طرف وقتا كافيا للتعرف علي الآخر قبل الإرتباط به حتى لا نقع فريسة أيام العسل الأولي.
الكاتب: جيهان مصطفى.
المصدر: جريدة الأهرام اليومى.
